Friday, November 30, 2007

ضدان

هذي العيونُ ، وذلك القَدُّ *** والشيحُ والريحان والنَّدُّ
هذي المفاتنُ في تناسُقها *** ذكرى تلوح ، وعِبْرَةٌ تبدو
سبحانَ من أعطَى ، أرى جسداً *** إغراؤه للنفس يحتدُّ
عينانِ مارَنَتا إلى رجل *** إلا رأيتَ قُواه تَنْهَدُّ
من أين أنتِ ، أأنجبتْك رُبا *** خُضرٌ ، فأنتِ الزَّهر والوردُ ؟
من أينَ أنتِ ، فإنَّ بي شغفاً *** وإليك نفسي – لهفةً – تعدو
قالتْ ، وفي أجفانها كَحَلٌ *** يُغْري ، وفي كلماتها جِدُّ :
عربيةٌ ، حرِّيَّتي جعلتْ *** مني فتاةً مالها نِـدُّ
أغشى بقاعَ الأرض ما سَنَحَتْ *** لي فرصةٌ ، بالنفس أعتـدُّ
عربيّةٌ ، فسألتُ : مسلمةٌ *** قالتْ : نعم ، ولخالقي الحمدُ
فسألْتُها ، والنفسُ حائرةٌ *** والنارُ في قلبي لها وَقْدُ :
من أينَ هذا الزِّيُّ ؟ ما عرفَتْ *** أرضُ الحجاز ، ولا رأتْ نجدُ
هذا التبذُّلُ ، يا محدِّثتي *** سَهْمٌ من الإلحادِ مرتدُّ
فتنمَّرتْ ثم انثنتْ صَلَفاً *** ولسانُها لِسِبَابِهَا عَبْدُ
قالت : أنا بالنَّفسِ واثقةٌ *** حرِّيتي دون الهوى سَـدُّ
فأجبتُها _ والحزن يعصفُ بي - : *** أخشى بأنْ يتناثر العقدُ
ضدَّان يا أختاه ما اجتمعا *** دينُ الهدى والفسقُ والصَّدُّ
والله ما أَزْرَى بأمَّتنَا *** إلا ازدواجٌ ما لَهُ حدُّ

Wednesday, November 21, 2007

لا درب يوصل غيره مع انه درب طويل

مع كل مذبحة تجد ولا جواب سوى العويل
مع كل جرح في جوانح أمتي ابدا يسيل
مع كل تشريد لشعب صار جلدا للطبول
ياتي يسائلني صديق من بلادي ما السبيل
كيف السبيل الى كرامتنا الى المجد الاثيل
كيف السبيل الى الخليل الى المثلث و الجليل
كيف السبيل لحرق غرقدهم وانبات النخيل
كيف السبيل لطعنة الخنزير والقرد الدخيل
لا تنصحني بالصمود الزائف الهش العميل
تبقى شعارات الصمود سليمتا وانا القتيل
تبقى شعارات الصمود تخوننا اين العقول
لا تنصحني بالركون لكل مهزوم هزيل
شربوا دمائي من عروقي نخب سلمهم الذليل
رسموا طريق القدس من صنعاء حتى الدردنيل
مرمى الحصى عنكم ارحيا لا تدور الف ميل
فلمست قلب محدثي وهتفت من قلب عليل
قلب مليء بالاسى وحديث مأساتي يطول
اسمعته ايات قرأن بترتيل جميل
حدثته عن قصة التحرير جيلا بعد جيل

بكتائب الايمان بكتائب الايمان بكتائب الايمان

بكتائب الايمان بجنب المصحف الهادي المنير
تمضي كتائبنا مع الفجر المجلجل بالصهيل
نمضي ولا نرضى صلاة العصر الا في الخليل
هذا السبيل ولا سبيل سواه ان تبغي الوصول
هذا السبيل وان بدا من صاحب النظر الكليل
دربا طويلا شائكا او شبه درب مستحيل
لا درب يوصل غيره مع انه درب طويل

يا راحل لدار الرضى والكراما قل له عشاشيقك من البعد يبكـون

ياونتي منها ظلوعي حطاما = على عشيرٍ بالهـوى مـات مغبـون
شالوه من دار الحيا للعداما = ومن الحصى وتـراب قامـوا يكبـّــون
من عقب مالفوه بقماش خاما = قاموا على بيض النصايب ينصـّـــون
مات الحبيب ولا لحق له مراما = وبالله ياللي تدفنونه علـى الهـون
حطوا نفق له عن سواد الظلاما = ودي ازوره مثل ناس يـزورون
و أعايده نهار عيد الصيامـا = وأقابلـه وأرضـي عيـون يحنـون
عسي اليا سلمت رد السلاما = وأهل الهـوى والحـب لازم يـردون
إحساسهم يصدق بليا كلامـا = وغرامهـم يبقـى ولوهـم يموتـون
ابي اتطوى عند قبره اعواما = وش عاد لو قال الملاصار مجنـون
شبيه خلي فوق كف النشاما = حر مـن اللـي بالمقانيـص يهـدون
جنسه قليل وغير خلي حراما = لا علهـم عقـب الحبيـب يولـون
من أول أكتم حزين الهياما = واليوم بـاح السـد ياللـي تعذلـون
ويلاه كيف الدود يمحى العظاما = ياكل جسد مضنون عيني وترضون
ارموا بجسمي مع وفي الغراما = هذا العزا ياللـي بموتـه تعـزون
يا راحل لدار الرضى والكراما = قل له عشاشيقك من البعد يبكـون
قل له عيون صويحبك ماتناما = يسهر وخلـق الله بقربـه ينامـون
اما حياة في هنـا والتئامـا = والا ممـات اثنيـن بالعهـد يوفـون
هيض عذابي ناحيات الحماما = ظنـي لهـم خـل بفقـده ينوحـون
حياتنا غطى عليها الغماما = واجد اليا عشنـا مـع اللـي يعيشـون
لا وحسافه غاب بدر التماما = تحت التراب احبيــّــب الـروح مدفـون

يوم الخلايق نياما

الـبـارحــة يـــوم الـخــلايــق نـيــامــا........بيـحـت مــن كـثـر البـكـا كــل مـكـنـون
قـمـت اتـوجـد وانـثـر الـمـاء عـلـى مــا.......مـن مـوق عيـن دمعـهـا كــان مـخـزون
ولـــى ونـــة مـــن سـمـعـهـا مـايـنـامـا.......كنـي صويـب بيـن الأضــلاع مطـعـون
وإلا كـمــا ونـــت كـسـيــر الـسـلامــا.........خــلــوه ربــعــة للـمـعـاديـن مــديـــون
فــي سـاعــة قـــل الـرجــا والمـحـامـا.....فــي مــا يطـالـع يومـهـم عـنـه يـقـفـون
وإلا كــمــا ونـــة راعـبـيــة حـمـامــا............غـــادٍ ذكـرهــا والقـوانـيـص يـرمــون
تـسـمـع لـهــا بـيــن الـجـرايـد حـطـامـا......مـن نوحـهـا تـدعـي الموالـيـف يبـكـون
وإلا خـــلـــوج ســايــبـــة للهيـــامـــا.........علـى حـوار ضايـعٍ فـي ضحـى الكـون
وإلا حـــوار نـشـقــو لــه شــمــامـــا..........وهــي تـطـالـع يـــوم جـــروه بـعـيـون
يـــردون مـثـلـه والـظـوامــي سـيـامــا...........تــرزمــوا مـعـهــا وقــامــو يـحــنــون
وإلا رضــيـــع جــرعـــوه الـفـطــامــا.......تـوفــت امـــه قـبــل اربعـيـنـه يـتـمـون
علـيـك يـــا شـــارب لـكــاس الحـمـامـا.........صـــرفٍ بـتـقـديـر مـــن الله مـــأذون
جـاه القضـاء مـن بـعـد شـهـر الصيـامـا......صـافـي الجبـيـن بثـانـي العـيـد مـدفـون
كسـوه مـن بيـض الخـرق ثــوب خـامـا.......وقـامـوا علـيـه مــن الـتـرايـب يـهـلـون
راحــوا بـهـا حــروة صـــلاة الامـامــا..........عـنـد الـدفـن قـامــوا لـهــا الله يـدعــون
بـرضــاه والـجـنـة وحـســن الـخـتـامـا.......ودمــوع عيـنـي فــوق خـــدي يـهـلـون
حـطــوه فـــي قـبــر غـطــاه الـهـدامــا......في مهمة مـن عـرب الامـوات مسكـون
يـــا حـفــرة يـسـقـي ثـــراك الـغـمـامـا.......مــزن مــن الرحـمـة علـيـهـا يـصـبـون
جـعـل البـخـتـري والـنـفـل والـخـزامـا.......ينـبـت عـلـى قـبـر بــه الـعـذب مـدفـون
مـرحـوم يـالـي مـــا مـشــي بالـمـلامـا........جـيـران بيـتـه راح مــا مـنــه يـشـكـون
يـا وسـع عـذري وأن هـجـرت المنـامـا.......ورافقـت مـن عقـب العقـل كـل مجنـون
أخـــذت أنـــا ويـــاه سـبـعــة اعــوامــا...مــع مثلـهـن فــي كـيــف مـالـهـا لـــون
والله كـنـة يــا عـــرب صـــرف عـامــا........يـاعـونـة الله صــرف الأيــام وشـلـون
وأكـبـر اهمـومـي مـــن بـــزور يـتـامـا......وإن شفـتـهـم قـــدام وجــهــي يـبـكــون
وأن قـلــت لا تـبـكـون قـالــوا عــلامــا........نبـكـي ويـبـكـي مثـلـنـا كـــل مـحــزون
لاقــلــت لا تـبـكــون ؟ قــالــو يـتــامــا........قـلــت اليـتـيـم ايـــاي وانـتــم تـسـجـون
قـمــت اتـشـكـا عـنــد ربـــع اكــرامــا.......وجـونـي عـلـى فـرقـا خليـلـي يـعـزون
قـالــوا تـجــوز وانـــس لامـــه بـلامــا.......تـرى الـعـذارى عــن بعضـهـم يسـلـون
قـلــت إنـهــا لـــي وفــقــت بـالـولامــا.......ولــو جمـعـتـم نصـفـهـن مـــا يـســدون
مـــا ظـنـتـي تـلـقــون مـثـلــه حــرامــا......ايضـا ولا فيـهـن عـلـى الـسـر مـامـون
وأخــاف أنــا مـــن غـاديــات الـذمـامـا........اللـي عـلـى ضـيـم الـدهـر مــا يتـاقـون
أو خـبــلــة مـــا عـقـلـهــا بـالـتـمـامــا......تضحك وهي تلـذغ علـى الكبـد بالهـون
تـــوذي عـيـالــي بـالـنـهـر والـكـلامــا.........وانـا تجـرعـنـي مــن الـمـر بصـحـون
والله لـــولا هـالـصــغــار الـيـتــامــا..........وخايـف مـن الـدجـه عليـهـم يضيـعـون
لـقــول كـــل الـبـيـض عـقـبـة حـرامــا.......واصبر كما يصبر على الحبس مسجون
عـلـيــه مــنــي كـــل يـــوم ســلامـــا.......عــدة حجـيـج البـيـت والـلـي يطـوفـون
وصـلّـوا عـلـى سـيــد جـمـيـع الانـامــا.......علـى النبـي يلـلـى حضـرتـوا تصـلـون

أسمع صدى صوتك

أسمع صدى صوتك مع ضجّـة الناس

والحس يسري للضماير حسوسي

أنسى معاك العزم والفكر والياس

وحبك بقلبي للضمير مغروسي

واهيم في بحر بالأمواج غطاّس

واسج وانسى عن ربوعي جلوسي

قربك شفا للروح والنود نسناس

وروياك سعدي عن ليالي نحوسي

يا مورد الخد المعسل بالألعاس

يا ضي جبينه في الظلام الدّموسي

العين عين اللي على الكف حبّاس

والصيد له بمعودات الفروسي

فرخ الحرار مذهب الريش طلماس

أشقر عليه من النداره هيوسي

ياضي ضيا خده كما نور نبراس

والا شعاع الشمس قبل الغلوسي

كنه يحش القلب مرهوف الأمواس

حش الصريم اللي نواه اليبوسي

عليه من فقدي ووجدي والإحساس

مثل الضريم اللي عليه محموسي

نار اتواقد هبها نود لساس

موقد غضاها من حطبها يبوسي

فل الحجاج

فل الحجاج تصير دنياك جنه && سوق المطايا يلتقي الحي بالحي
لاتلتفت لظروف واهات ونه && خل الطموح يعانق نجومها شوي
العمر مره وتدري الموت سنه && تضيق تفرح ماتغير ولا شي

هجر اللذائذ وانبرى .. ليثا بأدغال الشرى

هجر اللذائذ وانبرى .. ليثا بأدغال الشرى

باع الحياة رخيصة .. لله والله اشترى

لم تغريه الدنيا ولم .. يثنيه ماحاك الورى

بل لبى حي على الجهاد.. ومضى بأجفان السرى

درب الشدائد عشقه.. لم يسبه عشق الكرى

قد عافا لين فراشه وغدى ليفترش الثرى

متوسد صخر العنا.. متجلدا متصبرا

أغرته لذات الهوى.. فأبى بان يتقهقر

وتزينت في وجهه.. فازداد عنا تنكرا

عشق الجنان وحورها.. ورنا إليها فشمرا

ورأى الشهادة منية.. والموت اسعد مايرى

خاض الحروب بهمة.. متوثبا و مكبرا

كم قد أحال بغزوه.. ليل الأعادي مجمرا

متخندقا في ثغره .. يضان ياسر منظرا

متوثب في عزمه.. لم يلتفت يوما ورى

ماذاق طعم الذل لا .. كالنسر في شم الذرى

متلفع بسلاحه.. والعزم منه تفجرا

غاص الصعاب وهولها.. ما هاب كفرا او برى

يارب ليل لم يذق.. فيه اللذيذ من الكرى

أينام في لذاته.. والكفر من حقد انبرى

حشدت له أعداءه.. ويقينه في صلب العرى

ضاقت به أيامه.. والقلب منه استبشرى

أنت له أقدامه.. وبكت إليه تفطرا

وشكت له أطرا فه.. يكفي اسا وتصبرا

فأجابها متجلدا قد بعت والله اشترى

فأجابها متجلدا قد بعت والله اشترى..

Tuesday, November 20, 2007

امتى للشاعر عمر ابو ريشه

أمتي هل لك بين الأمم *** منبر للسيف أو للقلم

أتلقاك وطرفي مطرق *** خجلاً من أمسك المنصرم

أين دنياك التي أوحت إلى *** وترى كل يتيم النغم ؟

كم تخطيت على أصدائه *** ملعب العز ومغنى الشمم

وتهاديت كأني ساحب *** مئزري فوق جباه الأنجم

أمتي كم غصة دامية *** خنقت نجوى علاك في فمي

ألإسرائيل تعلو راية *** في حمى المهد وظل الحرم ؟

كيف أغضيت على الذل ولم *** ولم تنفضي عنك غبار التهم ؟

أو ما كنت إذا البغي اعتدى *** موجة من لهب أو دم ؟

اسمعي نوح الحزانى واطربي *** وانظري دم اليتامى وابسمي

ودعي القادة في أهوائها *** تتفانى في خسيس المغنم

رب وامعتصماه انطلقت *** ملء أفواه الصبايا اليتّم

لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم

أمتي كم صنم مجدته *** لم يكن يحمل طهر الصنم

لا يلام الذئب في عدوانه *** إن يك الراعي عدو الغنم

فاحبسي الشكوى فلولاك لما *** كان في الحكم عبيد الدرهم

Saturday, November 17, 2007

لا طاب نوم اللي حياته خساره

يا ما حلا يا عبيد في وقت الاسفار **** جر الفراش وشب ضو المناره
مع دلة تجذا على واهج النار **** ونجر ٍ ليا حرك تزايد عباره
في ربعة ماهيب تحجب عن الجار **** لا من خطو اللاش ما شب ناره
النجر دن و جاوبه كل مرار **** ما لفه الملفوف من دون جاره
واخير منها ركعتين بالاسحار **** لا طاب نوم اللي حياته خساره
تلقاه في يوم يضيعن الافكار **** يوم على المخلوق ما طول نهاره
قم في قصير البيت حشمة ومقدار **** لو جار فأدمح له ولو به خساره
ترى النبي وصى على الجار لو جار **** خذ الحذر ياعبيد عقب النذاره
رافق قوي الدين حفاظ الأسرار **** ينفعك في يوم تجي به كراره
ترى الهوا والغي هن شر الأشرار **** ومن داس عار الناس داسوا لعاره
جنّب ردي الكار ما فيه تعبار **** ما فيه من فعل المناعير شاره
جنب عنه خله لقصاف الأعمار **** واحفظ وصاتي يارفيع المناره
واسلم ودم بالخير ياطير غيمار **** وصلو على المختار ما غار غاره

علمتني الحياة

علمتني الحياة أن أتلقى كل ألوانها رضا وقبولا

ورأيت الرضا يخفف أثقالي ويلقي على المآسي سدولا

والذي ألهم الرضا لا تراه أبد الدهر حاسدا أو عذولا

أنا راض بكل ما كتب الله ومزج إليه حمدا جزيلا

أنا راض بكل صنف من الناس لئيما ألفيته أو نبيلا

لست أخشى من اللئيم أذاه لا, ولن اسأل النبيل فتيلا

فسح الله في فؤادي فلا أرضى من الحب والوداد بديلا

في فؤادي لكل ضيف مكان فكن الضيف مؤنسا أو ثقيلا

ضل من يحسب الرضا عن هوان أو يراه على النفاق دليلا

فالرضا نعمة من الله لم يسعد بها في العباد إلا القليلا

علمتني الحياة أن لها طعمين مرا وسائغا معسولا

فتعودت حالتيها قريرا وألفت التغيير والتبديلا

أيها الناس كلنا شارب الكأسين إن علقما وإن سلسبيلا

نحن كالروض نضرة وذبولا نحن كالنجم مطلعا و أفولا

نحن كالريح ثورة وسكونا نحن كالمزن ممسكا و هطولا

نحن كالظن صادقا وكذوبا نحن كالحظ منصفا و خذولا


قد تسري الحياة عني فتبدي سخريات الورى قبيلا قبيلا

فأراها مواعظا ودروسا ويراها سواي خطبا جليلا

أمعن الناس في مخادعة النفس وضلوا بصائرا وعقولا

عبدوا الجاه والنضار وعينا من عيون المها وخدا أسيلا

الأديب الضعيف جاها ومالا ليس إلا مثرثرا مخبولا

والعتل القوي جاها ومالا هو أهدى هدى وأقوم قيلا

وإذا غادة تجلت عليهم خشعوا أو تبتلوا تبتيلا

وتلوا سورة الهيام وغنوها وعافوا القرآن والإنجيلا

لا يريدوا آجلا من ثواب الله إن الإنسان كان عجولا

فتنة عمت المدينة والقرية لم تعف فتية أو كهولا

وإذا ما انبريت للوعظ قالوا لست رباً ولا بعثت رسولا

أرأيت الذي يكذب بالدين ولا يرهب الحساب الثقيلا


أكثر الناس يحكمون على الورى وهيهات أن يكونوا عدولا

فلكم لقبوا البخيل كريما ولكم لقبوا الكريم بخيلا

ولكم أعطوا الملح فأغنوا ولكم أهملوا العفيف الخجولا

رب عذراء حرة وصموها وبغي قد صوروها بتولا

وقطيع اليدين ظلما ولص اشبع الناس كفه تقبيلا

وسجين صبوا عليه نكالا وطليق مدلل تدليلا

جل من قلد الفرنجة منا قد أساء التقليد والتمثيلا

فأخذنا الخبيث منهم ولم نقبس من الطيبات إلا القليلا

يوم سن الفرنج كذبة إبريل غدا كل عمرنا إبريلا

نشروا الرجس مجملا فنشرناه كتابا مفصلا تفصيلا


علمتني الحياة إن الهوى سيل فمن ذا الذي يرد السيولا

قالت: والخير في الكون باق بل أرى الخير فيه أصلا أصيلا

إن تر الشر مستفيضا فهون لا يحب الله اليئوس الملولا

ويطول الصراع بين النقيضين ويطوي الزمان جيلا فجيلا

وتظل الأيام تعرض لونيها على الناس بكرة وأصيلا

فذليل بالأمس صار عزيزا وعزيز بالأمس صار ذليلا

ولقد ينهض العليل سليما ولقد يسقط السليم عليلا

رب جوعان يشتهي فسحة العمر وشبعان يستحث الرحيلا

وتظل الأرحام تدفع قابيلا فيردي ببغيه هابيلا

ونشيد السلام يتلوه سفاحون سنوا الخراب والتقتيلا

صور ما سرحت بالعين فيها وبفكري إلا خشيت الذهولا


قال صحبي : نراك تشكو جروحا أين لحن الرضا رخيما جميلا

قلت أما جروح نفسي فقد عودتها بلسم الرضا لتزولا

غير أن السكوت عن جرح قومي ليس إلا التقاعس المرذولا

لست أرضى لأمة أنبتتني خلقا شائها وقدرا ضئيلا

أنا أبغي لها الكرامة والمجد وسيفا على العدا مسلولا

علمتني الحياة أني إن عشت لنفسي أعش حقيرا هزيلا

علمتني الحياة أني مهما أتعلم فلا أزال جهولا

من عيون الشعر العربى فى الرثا

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** بجنب الغضا , أزجي القلاص النواجيا

فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه ** وليت الغضا ماشى الركاب لياليا

لقد كان في أهل الغضا لو دنا الغضا ** مزار ولكن الغضا ليس دانيا

ألم ترني بعت الضلالة بالهدى ** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا

دعاني الهوى من أهل ودي وصحبتي ** بذي الطبَسَين , فالتفت ورائيا

أجبت الهوى لما دعاني بزفرة ** تقنـّـعت منها أن أُلام ردائيا

لعمري لئن غالت خراسان هامتي ** لقد كنت عن بابي خراسان نائيا

فلله درّي يوم أترك طائعا ** بنيّ بأعلي الرقمتيـن ومــــاليــــا

ودرّ الظباء السانحات عشية ** يخبّرن أني هالك من ورائيا

ودر كبيري اللذين كلاهمـــا ** عليّ شفيق , ناصح قد نهانيا

ودر الهوى من حيث يدعو صحابه ** ودر لجاجاتي , ودر انتهائيا

تذكرت من يبكي علي فلم أجد ** سوى السيف والرمح الرديني باكيا

وأشقر خنذيذ يجر عنانه ** إلى الماء لم يترك له الدهــــر ساقيا

ولكن بأطراف السمينــة نسوة ** عزيز عليهن , العشية , مابيا

صريع على أيدي الرجال بقفرة ** يسوون قبري , حيث حم قضائيا

لما تراء ت عند مرو منيتي ** وحل بها جسمي , وحانت وفـــاتيا

أقول لأصحابي ارفعوني لأنني ** يقـرّ بعيني أن سهيل بدا ليـــــا

فياصاحبي رحلي دنا الموت فانزلا ** برابيةٍ إني مقيم ليـالـيـــــا

أقيما عليّ اليوم أو بعـــض ليلـــة ** ولاتعجلاني قد تبيــن مابيــا

وقوما إذا مااستُــلّ روحي , فهيّــئا ** لي القبـــر والأكفان , ثم ابكيا ليا

ولا تحسداني بارك الله فيكما ** من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا

خذاني فجراني ببردي إليكما ** فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا

وقد كنت عطـّافا إذا الخيل أقبلت ** سريعا لدى الهيجا إلى من دعانيا

وقد كنت محمودا لدى الزاد والقرى ** وعن شتم إبن العم والجار وانيا

وقد كنت صبّـارا على القرن في الوغى ** ثقيلا على الأعداء عضبا لسانيا

وطورا تراني في رحى مستديرة ** تخـرّق أطراف الرماح ثيــــابيــا

وقوما على بئر الشبيك , فأسمعـــا ** بها الوحش والبيض الحسان الروانيا

بأنكما خلفتماني بقـــــــفــــرة ** تهيـــل علي الريــــح فيها السوافيــا

ولاتنسيا عهدي خليليّ إنني ** تقطــــع أوصالي , وتبلى عظـاميا

فلن يعدم الولدان بيتــا يُجِـنني ** ولن يعدم الميراث مني المواليـــا

يقولون : لاتبعد وهم يدفنونني ** وأين مكان البعد إلا مكانيـــــــــا

غداة غــد , يالهف نفسي على غد ** إذا أدلجـــوا عني وخلّــفت ثاويا

وأصبح مالي , من طريف وتالد ** لغيري وكان المال بالأمس ماليـا

فياليت شعري , هل تغيرت الرحى ** رحى الحرب , أو أضحت بفلج كما هيا

إذا القوم حلوها جميعا , وأنزلوا ** لهـا بقراً حـمّ العيون سـواجـــيــــا

وعين وقد كان الظلام يجنـهــــا ** يسفن الخزامى نورها والأقاحيا

وهل ترك العيس المراقيل بالضحى ** تعاليها تعلو المتون القياقيا

إذا عصب الركبان بين عنيزة ** وبولان , عاجوا المنقيات المهاريا

وياليت شعري هل بكت أم مالك ** كما كنت لو عالوا نعيــّـك باكيـا

إذا مت فاعتادي القبور وسلمي ** على الريم , أُسـقـيـت الغمام الغواديا

تريْ جدثـا قد جرت الريح فوقه ** غبارا كلون القسطلانيّ هـابـيا

رهينة أحجار وتـُرب تضمنت ** قراراتها مني العظام البواليــا

فيا راكبا إما عرضت فبلّـغن ** بني مالك و الريب أن لاتلاقيـــا

وبلغ أخي عمران بردي ومئزري ** وبلغ عجوزي اليوم أن لاتدانيا

وسلم على شيخيّ مني كليهما ** وبلغ كثيرا وابن عمي وخــالـــيـــــا

وعطـّــل قلوصي في الركاب فإنها ** ستبرد أكبادا وتبكي بواكـيــا

أقلب طرفي فوق رحلي فلا أرى ** به من عيون المؤنسات مراعيــا

وبالرمل مني نسوة لو شهدنني ** بكين وفدّيــن الطبيب المداويـــــا

فمنهن أمي , وابنتاها , وخالتي ** وباكية أخرى تهيج البوكيــــا

وما كان عهد الرمل مني وأهله ** ذميما , ولابالرمــل ودعت قاليا